تكديس في مخازن وبيع للمهاجرين.. خفايا شبكات التهريب – جريدة المشاهير

وصل أكثر من 89 ألف مهاجر غير شرعي من تونس وليبيا إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالي، وهو رقم يسلط الضوء على استمرار شبكات التهريب وأصحاب الزوارق في العمل بنشاط، مقابل رسوم يدفعها المهاجرين الذين يفشلون أحيانا في بلوغ هدفهم ومقصدهم.

وقال مسؤول أمني في إدارة الدوريات الصحراوية التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بليبيا، إن تجارة المهاجرين لن تتوقف في ليبيا نظرا لما يجنيه المهربين من أرباح وأموال طائلة، وكذلك نظرا لتوفر المناخ المناسب للعمل في هذا المجال في ظل عجز الدولة عن السيطرة على حدودها وارتباط هذه التجارة بشخصيات نافذة.

وأضاف في حديث مع العربية.نت، أن تكلفة المهاجر الواحد تتراوح بين 2500 و 4000 دولار منذ دخوله إلى ليبيا وحتى خروجه منها وإبحاره إلى أوروبا، وهي تكلفة يتقاسمها المهربون الذين يعملون برّا في نقل المهاجرين من الحدود الجنوبية إلى السواحل الليبية وبحرا في توفير القوارب وتكديسهم على متنها وضمان إبحارهم في رحلة غير مضمونة الوصول.

مخازن لتجميع المهاجرين

كما أوضح المتحدّث نفسه، أن للمهربين نقاط أو مراكز تهريب تنتشر من مدن الجنوب على الشمال وهي عبارة عن مخازن لتجميع المهاجرين يتم فيها بيع المهاجر من مهربّ إلى آخر حتى يصل إلى السواحل الليبية.

وفي الفترة الأخيرة، وسّعت السلطات الليبية في غرب البلاد وشرقها من عملياتها الأمنية وقامت بملاحقة شبكات التهريب والإيقاع ببعض رؤوسها.

قوارب الهجرة ورحلات الموت عبر البحر (فرانس برس)

قوارب الهجرة ورحلات الموت عبر البحر (فرانس برس)

رؤوس التهريب في الخارج

لكن المسؤول الأمني في الحدود الصحراوية، أكد أنها عمليات محدودة غير قادرة على حصر هذه الظاهرة أو الحدّ منها، نظرا لقلة الإمكانيات المتوفرة لأجهزة الرصد والبحث وملاحقة تجار التهريب وكذلك لوجود رؤوس التهريب خارج البلاد وإدارتها من قبل شخصيات عسكرية وأمنية نافذة بالدولة.

عبر مواقع التواصل أيضا

وتنشط شبكات التهريب كذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر العروض الخاصة بتهريب المهاجرين رغم القيود وقواعد السلامة التي تفرضها هذه المواقع، وتتضمنّ منشورات تحثّ الشباب على الهجرة وتعرض برامج الرحلات وأسعارها.

كما تستقبل تساؤلات واستفسارات المهتمين بالسفر بطرق غير شرعية، وترد عليها مع وعود بأنّ رحلاتهم ستكون “مضمونة الوصول”.

قوارب الهجرة  (فرانس برس)

قوارب الهجرة (فرانس برس)

وقد تواصلت العربية.نت ت مع أحد المهربين يدعى “الحاج” ويعمل في مدينة زوارة الواقعة غرب ليبيا، التي تعتبر من أهم نقاط انطلاق المهاجرين نحو السواحل الإيطالية، للاستفسار عن كل ما يتعلق برحلات الهجرة غير الشرعية. وزعم المهربّ أنهم بصدد التجهيز لرحلة بداية الأسبوع المقبل على متن قارب تصل حمولته إلى 45 شخص وأن هناك رحلة بمعدّل كل أسبوع، مشيرا إلى أن الرحلة ستنطلق من منطقة بوكماش على المياه التونسية مباشرة نحو إيطاليا وذلك بعيدا عن خفر السواحل، مدعيا أن الرحلة ستكون مضمونة الوصول.

أما بخصوص سعر الرحلة للشخص الواحد، فأشار إلى أنها في حدود 3000 دولار من مدينة زوارة إلى إيطاليا، لافتا إلى أن المهاجرين القادمين من بنغازي أو طبرق أو من أي مدينة شرق ليبيا يحتاجون لدفع مبلغ إضافي يصل إلى 1500 دينار ليبي للفرد الواحد، من أجل تأجير سيارة والوصول إلى السواحل الليبية.

وفي ظلّ تنامي نشاط عصابات التهريب، شهدت السواحل الإيطالية خلال الأشهر الماضية تدفقا كبيرا لزوارق المهربين القادمين من ليبيا وتونس على متنها آلاف المهاجرين قادمين خاصة من دول الساحل الإفريقي والصحراء.

قوارب  الموت عبر البحر (فرانس برس)

قوارب الموت عبر البحر (فرانس برس)

رمي في الصحراء

“زين إسماعيل” مهاجر سوداني التقته العربية.نت في إحدى ورشات البناء بمنطقة المروج جنوب العاصمة تونس، قال إنّه دخل إلى البلاد بطريقة غير شرعية قادما من ليبيا، بعدما رمى به أحد المهربين برفقة مجموعة من المهاجرين على الحدود الصحراوية التونسية مقابل 350 دينار للشخص الواحد، ليتنقل مشيا على الأقدام إلى مدينة جرجيس جنوب البلاد، التي مكث فيها شهرين تعرّض خلالها إلى محاولات استقطاب من قبل أشخاص وسطاء حاولوا إقناعه بترك تونس والسفر لإيطاليا، مشيرا إلى أنهم يتوزعون على المقاهي وفي الأحياء الشعبية، وأن معدل الرحلة بين 1000 و 1500 دولار.

إلا أنه لا يفكرّ في الذهاب إلى أوروبا على عكس أصدقائه الذين دفعوا أموالهم التي جنوها من العمل في ليبيا إلى المهربين، حيث وصل بعضهم إلى إيطاليا وفشل آخرون في ذلك بعد إحباط قوات الشرطة التونسية لرحلاتهم، مؤكدا أنه جاء إلى تونس للاستقرار والبحث عن الآمان، وأنه لا يفكر في الهجرة بطريقة غير شرعية إلى أوروبا، خاصّة بعدما نجح في إيجاد عمل واستعاد توزانه.

المصدر : العربية

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق